كان عند إمرأة صينية مسنة إناءين كبيرين تنقل بهما الماء , وتحملهما مربوطين بعمود خشبي على كتفيها.

وكان أحد الإناءين به شرخ والإناء الآخر سليم ولا ينقص من الماء الذي بداخله شيء .

وفى كل مرة كان الإناء المشروخ يصل من النهر إلى المنزل وبه نصف كمية الماء فقط  .

وبالطبع، كان الإناء السليم مزهواً بعمله الكامل ، والإناء المشروخ حزيناً لعجزه عن إتمام ما هو متوقع منه .

وفى يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل تكلم الإناء المشروخ مع السيدة الصينية :

“أنا خجل جداَ من نفسي لأني عاجز ولدي شرخ يسرب الماء على الطريق للمنزل”

فابتسمت المرأة الصينية وقالت :
“ألم تلاحظ الزهور التي على جانب الطريق من ناحيتك وليست على الجانب الآخر؟”

أنا أعلم تماماً عن الماء الذي يُفقد منك …

ولهذا الغرض غرست البذور على طول الطريق من جهتك حتى ترويها في طريق عودتك للمنزل

“ولمدة سنتين متواصلتين قطفت من هذه الزهور الجميلة لأزين بها منزلي”

ما لم تكن أنت بما أنت فيه، ما كان لي أن أجد هذا الجمال يزين منزلي .

cracked_pot

By مدوحم الفيفي

مؤسس مدونة مدوحم الفيفي كاتب وناقد

One thought on “الإناء المشروخ”

اترك تعليقاً