وحقِّ الهوى العذريِّ لم أرْوِ يا أروَى |
غَرامي إلى خِلٍّ خَصَصْتُكِ بِالشكوى |
وهبتكِ نفساً حُمِّلَتْ عن رِضى هوىً |
هو الطَّودُ يعلو مثلما قد عَلَتْ رضوى |
وثغرِكِ والخصرِ الذي كشحُهُ انطوىَ |
على أنَّ حُبِّي عنكِ ما عشتُ لا يطْوى |
ولم أنسَ يا أروى لك الأمنُ زورة |
وإن كنتُ منها عن صَدَى الشوقِ لا أُرْوى |
وفاضلْتُ بَرْقُ المُزْنِ منكِ بمِيسَم |
سلوتُ بصهباهُ عن المنَّ والسلوى |
وقبَّلتُ بدرَ التِّمِّ في غُصْنِ بانةٍ |
وطارحَني نَجْوى يدقُّ عن النجوى |
وميضُ خدودٍ وائتلاقُ مُقَبَّلٍ |
فما الشمسُ والبرقُ اللَّمُوحُ لها شَرْوَى |
وبَشْرَةُ أردانٍ هي المسكُ نفحةً |
أو المسكُ عنها لا يدَانى ولا يهْوَى |
وصلنا الهوى ما بيننا بعد هجرةٍ |
ولم تبْتردْ أحشاء قلبي من البلوى |
وفيتُ بعهد الحبِّ للحُبِّ والثنا |
لسيدِنا السامى محمدِ ذي الجدوى |
وطودُ حلومٍ يبهظُ الأرضَ ثِقْلُهُ |
وروض فخارٍ يُثْمِرُ الزهدَ والتقوى |
وشمسُ ثَناً من كبْدِ أفقٍ سماؤُها |
تجلَّتْ إلى الأَلحاظِ في مجدِها جَلْوى |
وقال إِلهُ العرش دم لشريعتى |
لواؤكَ منصورٌ عن الفتحِ لا يُلْوَى |