“يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”.

 


كان سارية بن زُنَيم بن عبد الله الدؤلي أحد قادة جيوش المسلمين
في فتوحات بلاد الفرس سنة 645 م/23هـ,[1] وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس تكاثر عليه الأعداء..
وفي نفس اليوم كان الخليفة عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة،

 

 

فإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته:
يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم“.


 

 

 

وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر وسألوه عن هذا الكلام فقال: “والله ماألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني.”[2]

ثم قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان حاضراً: “ماهذا الذي يقوله أمير المؤمنين ؟ وأين سارية منّا الآن ؟!”

 

 

فقال: “ويحكم! دعوا عمر فإنه مادخل في أمر إلا خرج منه”.

 

 

ثم مالبث أن تبينت القصة فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر رضي الله عنه في المدينة فقال: “ياأمير المؤمنين, تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: “يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”, عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم”.

By مدوحم الفيفي

مؤسس مدونة مدوحم الفيفي كاتب وناقد

اترك تعليقاً