الشاعر فرحان محمد أحمد الحكمي الفيفي

قالوا بأنكَ خنتها

قالوا بأنكَ خنتَها
وإلى الصدودِ رهنتَها

وأنتَ قد أوقعتَها
في الحب ثم هجرتها

وكنتَ تعشقُ تربةً
يوماً مشتْ هي فوقها

وكنتَ تهذي باسمها
جزعاً إذا فارقتها

تنسى السعادة إنْ نأتْ
وتُسرُّ إنْ قابلتَها

فهل نسيتَ بأنها
الأولى التي تسعى لها؟

ماذا دهاكَ لِتُقصِها
وأنتَ مجنونٌ بها؟

أوْ أنهُ طولُ الوصال…
كفاكَ ثمَّ مللتَها؟

قالوا وقالوا ليتهم
يوم الأسى قالوا لها

حكموا بأنيَّ ظالمٌ
وبأنني قد خنتُها
************
فاغرورق الجفنُ الكسير…
بأدمعٍ هطلتْ لها

أخفيتُ عنهم أدمعي
وبالشماغِِ مسحتُها

وأجبتهم:محبوبتي
تحت الترابِ دفنتها

فيفاءُ قدْ غدرتْ بنا
رحلتْ فلا تأسوا لها.

الفتيات

أَتَـعـشقها وقـد كُـشف الـنقابُ
ومــزَّق طـهـرَها الـمزعومَ نـابُ

وشـوَّه حـسنَها لـمْسُ الأيادي
وشــمَّ عـبيرَها الـفاغي ذئـابُ

أتـعـشقُها وقـد أضـحى هـواها
كــأطـلالٍ بــهـا نَــعَـبَ الـغـرابُ

أتـعـشقها وقــد جــادت بـوصلٍ
لأبـنـاء الـخَـنا خـسـروا وخـابـوا

لـهـا صَـحْبٌ عـلى الـجوالِ كُـثرٌ
وفـي الأسـواق مَـيلٌ وانجذابُ

تـحـاكي ذا وتـومـئُ نـحـو هـذا
أحـــاديــثٌ مــنـمـقـةٌ عِــــذابٌ

وتسمعهم حديث العشقِ منها
وتـبـدي الــودَّ والـخافي خـرابُ

تُــبـدِّل كـــل أسـبـوعٍ عـشـيقاً
وألـبـابُ الـشـبابِ لـهـا سِــلابُ

تـتـابـعُ كـــل مــوضـات الـبـغايا
وأزيـــاءُ الـفـسوقِِ لـهـا طــلابُ

وقـدوتُـها (ألـيـسا) ثــم نـجوى
تُــحِـسُّ لـهـنَّ مـيـلٌ وانـجـذابُ

تُـمـيلُ الـخصرَ مـعْ ألـحان عـبدٍ
ويـنـثـرُ شَـعـرَهـا نَـغـمٌ عِــذابُ

بــذاك الـشَّـعر قـد عـبثتْ أيـادٍ
عـلـى وجـناتها سُـكِبَ الـلعابُ

كـلـيـباتُ الــغـرامِ لــهـا هــديـرٌ
بـغـرفـتها كـــأنَّ بــهـا انــقـلابُ

فـلـو وَجَـبـتْ زكـاةٌ فـي فـسادٍ
لَـحَـلَّـتْ بـعـد أنْ بُـلِـغَ الـنِّـصابُ

أتَـشـربُ مــا تـبـقَّى فــي إنـاءٍ
قـد ارتـشفتْ خـلاصتَهُ الـكلابُ

إذا أطــفـأتَ عــوداً مــن ثُـقـابٍ
أثـانـيـةً سـيـشـتعل الـثـقـاب؟

كـذاك الـبنت لـو خٌدِشتْ بقولٍ
فـلـن يـمحيهِ صـقلٌ أو خـضابُ

******************

مــعــاذ الله أن أهــــوى فــتـاةً
لــهـا فــي كــلِ نـاحـيةٍ كـتـابُ

سـأعشقُ غـادةً لـم يَـبدُ مـنها
لـغـير الأهــلِ وجــهٌ أو خـضابُ

بــيـاض الــكـفِ مـنـهـا مــا رآهُ
سوى الأبوين يسترها احتجابُ

سـأعـشقها وأفـنيها بـعشقي
وُيـفْتَحُ لـلهوى فـي القلبِ بابُ

سـأعـشـقـها مـصـلـيةً بــتـولاً
وصــائـمـةً وغـايـتُـهـا الــكـتـابُ

سـأعـشقها بـشرعِ اللهِ مـهما
تــعـددتِ الـطـرائـقُ والـشِّـعابُ

فيفاء في عيني

سأرسم من نسيم الفجر
فوق رباك لوحاتي

واجعل من شذا الأزهار
ألواني وممحاتي

وأسكب من خيوط الشمس
في الإشراق كاساتي

يمازجه بياض البدر
في حضن السحابات

يخالطه حدا الفلاح
موزون العبارات

تموسق لحنه الأمطار
زخات بزخات

على إيقاعها رقصت
غصون الشيح والقات

هوى العشاق أمزجه
بأغصان الشجيرات

سكون الليل يخدشه
حديث هوى بهمسات

فذا صب شكا ولها
وأصناف المعاناة

وغيدا تشتكي حبا
يحاصره أب عاتي

سأجعل ما مضى ورقي
وأقلامي وفرشاتي

وأكمل رسم فاتنة
فقدت لفقدها ذاتي

رضعت الحب من دمها
وعشت لها مسراتي

وعدت سكبت في يدها
آلامي وعبراتي

فهذي لوحة بقيت
لفيفا في خيالاتي

By مدوحم الفيفي

مؤسس مدونة مدوحم الفيفي كاتب وناقد

One thought on “الشاعر فرحان محمد أحمد الحكمي الفيفي”

اترك تعليقاً