هدايا العيد


| خرج الناس يشترون هدايا | العيد للأصدقاء والأحباب |
| فتمنّيت لو تساعفني الدنيا | فأقضي في العيد بعض رغابي |
| كنت أهدي، إذن ، من الصبر أرطا | لا إلى المنشئين والكتّاب |
| وإلى كلّ نابغ عبقريّ | أمّة أهلها ذوو ألباب |
| وإلى كلّ شاعر عربيّ | سلّة من فواكه الألقاب |
| وإلى كلّ تاجر حرم التوفيق | زقّين من عصير الكذاب |
| وإلى كلّ عاشق مقلة تبصر | كم من ملاحة في التراب |
| وإلى الغادة الجميلة ((مرآة)) | تربها ضمائر العزّاب |
| وإلى الناشىء الغرير مرآنا | وإلى الشيخ عزمة في الشباب |
| وإلى معشر الكسالى قصورا | من لجين وعسجد في السحاب |
| علّني أستريح منهم فقد صاروا | كظلّي في جيئتي وذهابي |
| وإلى ذي الغنى الذي يرهب | الفقر ازدياد الذي به من عذاب |
| كلّما عدّ ماله مطمئنا | أبصر الفقر واقفا بالباب |
| وإلى الصاحب المراوغ وجها | أسودا حالكا كوجه الغراب |
| فإذا لاح فرّت الناس ذعرا | من طريق المنافق الكذّاب |
| وإلى المؤمنين شيئا من الشكّ | وبعض الإيمان للمرتاب |
| وإلى من يسبّني في غيابي | شرفا كي يصونه من سبابي |
| وإلى حاسدي عمرا طويلا | ليدوم الأسى بهم مما بي |
| وإلى الحقل زهرة وحلاه | من ندى لامع ومن أعشاب |
| فقبيح أن نرتدي الحلل القشب | وتبقىء الرّبى بغير ثياب |
| لم يكن لي الذي أردت فحسي | أنني بالمنى ملأت وطابي |
| ولو انّ الزمان صاحب عقل | كنت أهدي إلى الزمان عتابي |

