|
غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي | نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ |
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي | سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ |
أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْ | نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ |
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ | بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ |
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال | أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ |
وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْ | دُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ |
سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً | لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ |
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً | ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ |
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ | في طَويلِ الأزْمانِ وَالآباءِ |
فاسْألِ الفَرْقَدَينِ عَمّنْ أحَسّا | مِنْ قَبيلٍ وآنسا من بلادِ |
كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ | وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ |
تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْ | جَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ |
إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا | فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ |
خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ | أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفادِ |
إنّما يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْما | لٍ إلى دارِ شِقْوَةٍ أو رَشَادِ |
ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يُستريحُ ال | جِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ |
أبَناتِ الهَديلِ أسْعِدْنَ أوْ عِدْ | نَ قَليلَ العَزاءِ بالإسْعَادِ |
إيه للّهِ دَرّكُنّ فأنْتُنّ اللْ | لَوَاتي تُحْسِنّ حِفْظَ الوِدادِ |
ما نَسيتُنّ هالِكاً في الأوانِ ال | خَالِ أوْدَى مِنْ قَبلِ هُلكِ إيادِ |
بَيْدَ أنّي لا أرْتَضِي مَا فَعَلْتُنْ | نَ وأطْواقُكُنّ في الأجْيَادِ |
فَتَسَلّبْنَ وَاسْتَعِرْنَ جَميعاً | منْ قَميصِ الدّجَى ثيابَ حِدادِ |
ثُمّ غَرِّدْنَ في المَآتِمِ وانْدُبْ | نَ بِشَجْوٍ مَعَ الغَواني الخِرادِ |
قَصَدَ الدهر من أبي حَمزَةَ الأوْ | وَابِ مَوْلى حِجىً وخِدن اقتصادِ |
وفَقيهاً أفكارُهُ شِدْنَ للنّعْ | مانِ ما لم يَشِدْهُ شعرُ زِيادِ |
فالعِراقيُّ بَعْدَهُ للحِجازِىْ | يِ قليلُ الخِلافِ سَهْلُ القِيادِ |
وخَطيباً لو قامَ بَينَ وُحُوشٍ | عَلّمَ الضّارِياتِ بِرَّ النِّقَادِ |
رَاوِياً للحَديثِ لم يُحْوِجِ المَعْ | رُوفَ مِنْ صِدْقِهِ إلى الأسْنادِ |
أَنْفَقَ العُمرَ ناسِكاً يَطْلُبُ العِلْ | مَ بكَشْفٍ عَن أصْلِهِ وانْتِقادِ |
مُستَقي الكَفّ مِنْ قَليبِ زُجاجٍ | بِغُرُوبِ اليَرَاعِ ماءَ مِدادِ |
ذا بَنَانٍ لا تَلْمُسُ الذّهَبَ الأحْ | مَرَ زُهْداً في العَسجَدِ المُستَفادِ |
وَدِّعا أيّها الحَفيّانِ ذاكَ الشْ | شَخْصَ إنّ الوَداعَ أيسَرُ زَادِ |
واغْسِلاهُ بالدّمعِ إنْ كانَ طُهْراً | وادْفِناهُ بَيْنَ الحَشَى والفُؤادِ |
واحْبُوَاهُ الأكْفانَ مِنْ وَرَقِ المُصْ | حَفِ كِبْراً عن أنْفَسِ الأبْرادِ |
واتْلُوَا النّعْشَ بالقِراءَةِ والتّسْ | بِيحِ لا بالنّحيبِ والتّعْدادِ |
أسَفٌ غَيْرُ نافِعٍ وَاجْتِهادٌ | لا يُؤدّي إلى غَنَاءِ اجْتِهادِ |
طالَما أخْرَجَ الحَزينُ جَوَى الحُزْ | نِ إلى غَيْرِ لائِقٍ بالسَّدادِ |
مِثْلَ ما فاتَتِ الصّلاةُ سُلَيْما | نَ فَأنْحَى على رِقابِ الجِيادِ |
وهوَ مَنْ سُخّرَتْ لهُ الإنْسُ والجِنْ | نُ بما صَحّ من شَهادَةِ صَادِ |
خافَ غَدْرَ الأنامِ فاستَوْدَعَ الرّي | حَ سَليلاً تَغْذُوهُ دَرَّ العِهَادِ |
وَتَوَخّى لَهُ النّجاةَ وَقَدْ أيْ | قَنَ أنّ الحِمَامَ بالمِرْصادِ |
فَرَمَتْهُ بهِ على جانِبِ الكُرْ | سِيّ أُمُّ اللُّهَيْمِ أُخْتُ النّآدِ |
كيفَ أصْبَحتَ في مَحلّكَ بعدي | يا جَديراً منّي بحُسْنِ افتِقادِ |
قد أقَرّ الطّبيبُ عَنْكَ بِعَجْزٍ | وتَقَضّى تَرَدّدُ العُوّادِ |
وَانْتَهَى اليأسُ مِنكَ وَاستشعَرَ الوَجْ | دُ بأنْ لا مَعادَ حتى المعادِ |
هَجَدَ السّاهرُونَ حَوْلَكَ للتمْ | ريضِ وَيحٌ لأعْيُنِ الهُجّادِ |
أنتَ مِن أُسْرةٍ مَضَوْا غَيرَ مَغْرُو | رينَ مِنْ عَيشَةٍ بِذاتِ ضِمادِ |
لا يُغَيّرْكُمُ الصّعيدُ وكونوا | فيهِ مثلَ السّيوفِ في الأغمادِ |
فَعَزيزٌ عَليّ خَلْطُ اللّيالي | رِمَّ أقدامِكُمْ بِرِمّ الهَوَادي |
كُنتَ خِلّ الصِّبا فلَمّا أرادَ ال | بَينَ وَافَقْتَ رأيَهُ في المُرادِ |
ورأيتَ الوَفاءَ للصّاحِبِ الأوْ | وَلِ مِنْ شيمَةِ الكَريمِ الجَوادِ |
وَخَلَعْتَ الشّبابَ غَضّاً فَيا لَيْ | تَكَ أَبْلَيْتَهُ مَعَ الأنْدادِ |
فاذْهَبا خير ذاهبَينِ حقيقَيْ | نِ بِسُقْيا رَوائِحٍ وَغَوَادِ |
ومَراثٍ لَوْ أنّهُنّ دُمُوعٌ | لمَحَوْنَ السّطُورَ في الإنْشادِ |
زُحَلٌ أشرَفُ الكَواكبِ داراً | مِنْ لِقاءِ الرّدَى على ميعادِ |
ولِنارِ المِرّيخِ مِن حَدَثانِ الدّهْ | رِ مُطْفٍ وَإنْ عَلَتْ في اتّقادِ |
وَالثَرَيّا رَهينَةٌ بِافْتِراقِ الشْ | شَمْلِ حَتّى تُعَدّ في الأفرادِ |
فليَكُنْ لِلْمُحَسَّنِ الأجَلُ المَمْ | دودُ رغماً لآنُفِ الحُسّادِ |
وَلْيَطِبْ عَنْ أخيهِ نَفساً وأبْنا | ء أخيهِ جَرائحِ الأكبادِ |
وإذا البَحْرُ غاضَ عنّي ولم أرْ | وَ فلا رِيّ بادّخارِ الثِّمادِ |
كُلُّ بَيْتٍ للْهَدْمِ ما تَبْتَني الوَرْ | قاءُ والسّيّدُ الرّفيعُ العِمادِ |
والفَتَى ظاعِنٌ ويَكفيهِ ظِلُّ السْ | سَدْرِ ضَرْبَ الأطْنابِ والأوْتادِ |
بانَ أمْرُ الإلَهِ واختَلَفَ النّا | سُ فَداعٍ إلى ضَلالٍ وَهَادِ |
والّذي حارَتِ البَرِيّةُ فِيهِ | حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِن جَمادِ |
واللّبيبُ اللّبيبُ مَنْ لَيسَ يَغْترْ | رُ بِكُوْنٍ مَصيرُهُ للفَسادِ |
كبر الخط و اختار من الأبيات أفضلها واشرح ما يحتاج للشرح
رائعة ، سبق فيها الفلسفة الوجودية بألف عام …
في طَويلِ الأزْمانِ وَ( الآباءِ )
هذه المفردة تخل بالقافية
وأظن أن المفردة المناسبة
( الآمادِ ) جمع أمد وهو الزمن
أو ( الآبادِ ) جمع أبد وهو الدهر
تقبل مروري الثقيل