.
..
…
ذَاتَ َظهِيرةٍ حَارِقَةٍ , وفي طَريقِ العَودَةِ إلى بيْتِهِ على سَيّارَتِه المُهْترِئَة ِ بعد نهارٍ مضنٍ من العَمَلِ
, استوقَفَهُ منظرُ الشّارِع الخالي من السيّارات إلا تلك السّوداء …
إنّه الشّارِعُ الوَحِيدُ في قَرْيَتِه .
فَجْأة صَاح به شُرطِيّ : … قِفْ !
صاح آخر : لا تقف !
الشّارِعُ خَالٍ تماما إلا مِنْ المارّّة وبعض المتطفلين من وَرَاء زُجَاج مَحالّهِم التّجَارِية .
حَاوَلَ عَبَثًا أنْ يَصِلَ إلى بيته , لكِنّ كُلّ الطُرِقِ – حتى الملتوية منها – مُغلَقَةٌ ومُحَاْصَرَةٌ !
حاول أن يعود إلى مقر عمله , لكنّه لم يُفْلِحْ .
الغداء في انتظاره .

… سَاعة مَرّتْ … ساعتان مَرّتا وأمرّتا …
صاح شرطي ثالث : استعدوا … سَيَصِلُ قَريباً …
الناس على جنبات الشارع يحملقون في شوق لبزوغ ذلك المجهول …
فجأةً ظَهَرَتْ شَاِحَنٌة محملةٌ بالشّعِيْر!
صَاْحَ بها شرطيّ رابع :
يا … قفْ.
ترك المتجَمْهِرُون أماكنهم , وانطَلَقُوا لينالوا نصيبهم من الشّعِيْرِ …
تزامن مرور الموكب بعد ذلك بقليلٍ …
لَكِنّ العُقَلَاء اخْتَارُوا الشّعِيْرَ !!!
…
..
.
