من نوادر العرب
يحكى أن امرأتين دخلتا على القاضي ابن أبي ليلى ، وكان قاضياً معروفاً وله شهرته في زمنه .فقال القاضي : من تبدأ ؟!
فقالت إحداهن للأخرى .. إبدئي أنتِ
فقالت :
أيها القاضي مات أبي .. وهذه عمتي وأقول لها يا أمي .. لأنها ربتني وكفلتني حتى كبرت
قال القاضي : وبعد ذلك
قالت :
جاء ابن عم لي فخطبني منها فزوجتني إياه ..
وكانت عندها بنت فكبرت البنت وعرضت عمتي على زوجي أن تزوجه ابنتها بعد ما رأت بعد ثلاث سنوات من خلق زوجي !!
وزينت ابنتها لزوجي لكي يراها .. فلما رآها أعجبته , فقالت العمة :
أزوجك إياها على شرط واحد !
أن تجعل أمر ابنة أخي (زوجتك الأولى) إليّ !!
فوافق زوجي على الشرط .
وفي يوم الزفاف جاءتني عمتي وقالت :
إن زوجك قد تزوج إبنتي وجعل أمرك بيدي فأنتي طالق
فأصبحتُ أنا بين ليلة وضحاها مطلقة حزينة .
وبعد مدة من الزمن ليست ببعيدة .. جاء زوج عمتي من سفر طويل ..
فقلت له :
يازوج عمتي تتزوجني .. وكان زوج عمتى شاعراً كبيراً ورجلًا كريمًا فوافق زوج عمتي .. وقلت له لكن بشرط أن تجعل أمر عمتي إلي !!
فوافق زوج عمتي على الشرط .. فأرسلت لعمتي وقلت لها :
لقد صرتُ زوجة لزوجك فلان وقد جعل أمرك إليّ .. وأنتِ طالق
فواحدة بواحدة أطال الله بقاءك .. فأصبحت عمتي مطلقة
فوقف القاضي عندما سمع الكلام من هول ما حدث
وقال .. يا الله
فقالت له إجلس .. إن القصة ما بدأت بعد
فقال .. أكملي
قالت .. وبعد مدة مات هذا الرجل الشاعر
فجاءت عمتى تطالب بالميراث من زوجى الذى هو طليقها .. فقلت لها هذا زوجي فما علاقتك أنت بالميراث ؟
وعند انقضاء عدتي بعد موت زوجى ..
جاءت عمتى بابنتها وزوج ابنتها الذى هو زوجي الأول .. وكان قد طلقنى وتزوج ابنة عمتى ليحكم بيننا في أمر الميراث
فلما رآنى تذكر أيامه الخوالي معى وحن إليّ
فقلت له .. تعيدنى ؟
فقال .. نعم
قلت له .. بشرط أن تجعل أمر زوجتك ابنه عمتي إلي
فوافق .. فقلت لابنة عمتي أنت طالق
فوضع أبو ليلي القاضي يده على رأسه وقال أين السؤال ؟
فقالت العمة .. أليس من الحرام أيها القاضي أن نُطلق أنا وابنتي .. ثم تأخذ هذه المرأة الزوجين والميراث
فقال ابن أبي ليلي ..
والله لا أرى في ذلك حرمة
وما الحرام في رجل تزوج مرتين .. وطلق وأعطى وكالة
وبعد ذلك ذهب القاضي للمنصور .. وحكى له القصة .. فضحك حتى تخبطت قدماه في الأرض
وقال :
قاتل الله هذه العجوز
حفرت لصاحبتها حفرة فلم تقع في الحفرة فقط ، لكنها وقعت في البحر .