ما لِهذا العيدِ يأْتي كلّ عَام ؟!
يستَحِثُّ الخُطا … يحْثُو الزّحَام
ما بٍه … ؟ أرْخَى لرحلته اللّجَام ؟
أمَا مَلّ من عَبَثِ الحَيَاة …
ومن شَكْوى السّلام …مِنَ الْكلام …
أمَا مَلّ من وجوهٍ كالحاتٍ …وشِفَاه تثرثِرُ … لا تكلُّ … ولا تَملّ … ولا تموتُ … ولا تنام …
أََمَا ملّ من قدس تسيْحُ , ومن حُرّ مسْتَضَام ؟!
أما ملّ من جُبْنِ الطُّغَاة …
ومِن عَدْلِ البَغَايا …
ومن لؤمِ الكِرام …
أمَا ملّ من زَيْفٍ , من وفاقٍ , من فُراقٍ , من تلاقٍ , من عناقٍ , من سقام …
أتى العيد حزينًا يُفَتِشُ عن بقايا السُّعداء
تاه في الطّرقات …
عَسْكَرَ في الزّوايا …فتّشَ في الحَنَايا …
كَسّرَ الأبوابَ …دقّ أجْراسَ القُلُوب …
لَمْ يَجِدْ غَيْرَ طِفْلٍ لَمْ يذقْ طَعْمَ الذُنُوب …يأْكُلُ الحَلْوى , ويلْهُو بالدّروب …
أو فقيرٍ كلّمَا همّ بمكروهٍ يتُوب
فكّر العيد مليّا
تأَمَلَ حَالَ النّاسِ فيهِ صُورٌ مُزَيّفةٌ وأرْواحٌ تجُوب …
انثنى انزوى بكى … ثم صَاح :
متى يأْتِي الغُرُوب ؟
متى يأتي الغروب ؟!